التنمية المستدامة في التعليم  التنمية المستدامة في التعليم من أهم القضايا التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث؛ فالتعليم أساس التنمية الشاملة والمستدامة في أيّ مجتمع، وهو الطريق الأكثر فاعليةً نحو تحقيق التقدم والازدهار.

65

بوابة المحروسة

ينشرها : الأدمن

التنمية المستدامة في التعليم

 التنمية المستدامة في التعليم من أهم القضايا التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث؛ فالتعليم أساس التنمية الشاملة والمستدامة في أيّ مجتمع، وهو الطريق الأكثر فاعليةً نحو تحقيق التقدم والازدهار.

 

مِن هنا، جاءت أهمية التنمية المستدامة في التعليم، حيث تهدف إلى توفير فرص التعليم الجيد والمنصف للجميع، وضمان استدامة هذه الفرص علَى المدى البعيد. وتُعتبر التنميةُ المستدامةُ في التعليم وسيلةً لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ فالتعليم المستدام يمكن أنْ يؤدي إلى تحسين مستوى الخريجين، وإعداد كوادر المستقبل، وزيادة دخل الأفراد، والعائد الاقتصاديّ بشكل عامّ. كما يمكن للتعليم القائم علَى مبادئ التنمية المستدامة أنْ يساهمَ في تعزيز الوعي، والمشارَكة المجتمعية، ودعم القدرات الفردية والجماعية.

مفهوم التعليم المستدام

يدور مفهوم التعليم المستدام حول مبادئ التعليم الرقميّ، وإرساء معاني الاستدامة بين الطلاب. وهو نموذج تعليميّ يُقدر القوى البشرية، ويُمكِّنها من تحقيق الأهداف الاجتماعية والاقتصادية والبيئية. وتسعى التنمية المستدامة في التعليم إلى توفير فرص التعليم الجيد، وهذا بغض النظر عن الجنس أو العِرق أو الدين أو الثقافة؛ فهي تستهدف تحقيق المساواة في الفرص التعليمية، وتقليل الفجوات بين الطلاب؛ وبالتالي فإنَّ التنمية المستدامة في التعليم تُعزز العدالة الاجتماعية، وتساهم في بناء مجتمعات أكثر تنميةً وازدهارًا.

ويشمل مفهومُ التنمية المستدامة في التعليم -أيضًا- توفيرَ التعليم بصورة تُعزز القدرات والمهارات اللازمة للتنمية المستدامة، وزيادة الوعي بقضايا البيئة وملفات التنمية المستدامة، وتعليم الطلاب كيفية التفكير بشكل نقديّ، وابتكار حلول مستدامة للتحديات العالمية.

أهداف التنمية المستدامة في التعليم

لقد ذكرنا سابقًا أنَّ مِن أهداف التنمية المستدامة في التعليم: تحقيق التعليم الجيد والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعليم المناسبة، وأمَّا الأهدافُ الأخرى فتتمثل في تعزيز المهارات، وتوفير فرص التدريب التقنيّ والمهنيّ. ويمكننا عن طريق دمج التنمية المستدامة في التعليم أنْ نوفرَ بنيةً تحتيةً خاصةً بمؤسسات التعليم بما يضمن للطلاب تعليمًا متطورًا، وبيئةً تعليميةً إيجابيةً للجميع.

ومِن أكثر أهداف التعليم المستدام أهميةً: تعزيز البحث العلميّ والابتكار في مجال التعليم، وتطوير مناهج التعليم، لتواكب أحدث ما توصل إليه العِلمُ في هذا الشأن، وتعزيز التعاون الدوليّ في مجال التعليم، وتبادل الخبرات والممارسات الناجحة ذات الصلة بين الدول، وزيادة الوعي بالتنمية المستدامة والقضايا البيئية والاجتماعية والاقتصادية.

وهناك جانبٌ آخرُ مِن جوانب التعليم المستدام، يجب أنْ نَنظرَ إليه باهتمامٍ، وهو مفهوم المساواة بين الجنسين في الحصول علَى تعليم جيد، خاصةً وأنَّ الثروات البشرية أهمُّ ما يجب أنْ تَرعاه البرامجُ والمبادراتُ ذات الصلة؛ لذا فإنَّ مصرَ تمضي قُدمًا في تعزيز مبادئ المساواة بين الجنسين في التعليم. وهو أمر تعكسه أهدافُ “رؤية مصر 2030″، حيث يؤكد هدفُها الثاني أهميةَ المساواة في الحقوق والفرص -في التعليم وغيره- بين الجنسين وجميع فئات المجتمع، وتمكين المرأة، وزيادة مشاركتها في التنمية.

ذلك كله يتوافق مع مقاصد الهدف رقم (4) من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر: التعليم الجيد. وهذه المقاصد تعكس مبدأَ التساوي في فرص الحصول علَى تعليم جيد، وتدعو إلى تعليم تقنيّ ومهنيّ ميسور التكلفة، وإلمام جميع الناس بأساسيات القراءة والكتابة والحساب. بالإضافة إلى أنَّ مقاصدَ هذا الهدف تسعى إلى توفير بنية تحتية مُحسَّنة، وزيادة أعداد المدرسين المؤهلين في البلدان النامية.

مكافحة التغيُّر المناخيّ بالتعليم المستدام

إنَّ التعاملَ مع تغيُّر المناخ يتطلب نهجًا متكاملًا لا يغفل دورَ التعليمِ في قضايا البيئة؛ فعن طريق التعليم الذي يسعى إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة يمكننا تعليم الناس في كل المجتمعات كيفيةَ التصدي لأخطار المناخ.

والتحذير من تداعيات المناخ يمكن أنْ تكفله أساليبُ تعليم مستدامة. ليس هذا فحسب، وإنما يستطيع التعليم المستدام أنْ يساعدَ المجتمعات علَى الاستعداد للكوارث المتعلقة بتغيُّر المناخ والتكيف مع أضراره الحادة؛ لذا علَى جميع بلدان العالم التكاتف لزيادة الاستثمار في القوى البشرية، وينبغي أنْ نُدركَ جميعًا حقيقةَ المرحلة المناخية التي يمر بها كوكب الأرض الآن!

إننا  نُدرك أنَّ الطريقَ إلى بيئة أفضل وحياة صحية يبدأ من التعليم؛ فالوعي أهم ما يمكن أنْ نحققَ به أهدافَ التنمية المستدامة، وأنْ نحفظَ أوطاننا بصورة مستدامة، وهذا يجعلنا مؤمنين بالتعليم المستدام، وبكونه تحولًا نحو مبادئ البيئة المستدامة، في عالم أصبح يحتاج إلى ربط قطاعات الاقتصاد والصحة والتعليم بمجالات البيئة والتنمية المستدامة.

المصدر مجلة : حماة الوطن

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد