محمد عبدالظاهر يكتب عن عيد الغطاس في الاسكندرية

67

بوابة المحروسة

  محمد عبدالظاهر يكتب عن

           عيد الغطاس في الاسكندرية

احتفالات الاسكندرية بعيد الغطاس مختلفة عن اي احتفالات اخري في اي مكان اخر في العالم ويسودها جو من المحبة والبهجة والفرح والروح الجميلة التي تعبر عن روح المصريين الاصيلة وعن طبيعة الاسكندرية علي مر العصور كمدينة كوزموبوليتان يسكنها ويعيش فيها جنسيات مختلفة وديانات مختلفة دون تفرقة ويظهر ذلك في عيد الغطاس وتتحول الاسكندرية الي مدينة رائعة مليئة بالاحتفالات في كل مكان وكرنفالات لكل الجاليات والطوائف القبطية بمشاركة اخوانهم المسلمين وبشكل مختلف عن احتفالات عيد الميلاد المجيد وعيد القيامة لان الاحتفال بهما يتم في القاهرة  وياخد الشكل الرسمي وتكون الطقوس الدينية اكثر

وتبدأ الاحتفالات بتشريف قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للاسكندرية وحضوره احتفال الاقباط الارثوزوكس بالكنيسة المرقسية بالاسكندرية كعادته السنوية في عيد الغطاس ويمثل وجوده عيدا اخر للاسكندرية ويقوم قداسته باستقبال كل المهنئين شخصيا ويعطي وجوده في الكنيسه روحا وشكلا مختلفا للاحتفال وفرحة كبيرة لاهل الاسكندرية ويتهافت الجميع علي الحضور الي الكنيسة مسلمين واقباط للتهنئة والحصول علي البركة  وتكون الكنيسة المرقسية والمقر البابوي الاصلي حيث الكرسي البابوي لاكثر من الف عام قبل ان ينتقل الي القاهرة في ابهي صورة كتحفة معمارية تاريخية فريدة بطقوس ومظاهر احتفالات معبرة عن الفرح والسعادة وتسود الالفة والمحبة بين الجميع

 وتنتشر الاحتفالات في كل مكان بالاسكندريه لكل الطوائف القبطية والجاليات الاجنبية وبمشاركة اهل الاسكندرية سواء في احتفالات الكنيسة المرقسية او احتفالات الكنيسة الانجيلية الرائع وكذا احتفالات الارمن الكاثوليك في كنيسة الارمن الكاثوليك الجميلة بلوحاتها التاريخية الرائعة وتماثيلها المعبرة والمنتشرة في حديقة الكنيسة

ولا ننسي ابدا احتفالات الروم الكاثوليك المتميز في كنيسة البشارة المقر البطريركي بالمنشية الصغري بالاسكندرية والتي يحضرها البطريرك ثيودوروس الثاني بطريرك الاسكندرية وسائر افريقيا وياتي مخصوص من  روما  للاحتفال بالعيد في كنيستهم التاريخية بطقوس مختلفه اسوة بما يتم في الفاتيكان ويستقبل المهنئين ويفتح لهم ابواب المتحف التاريخي اسفل الكنيسة للزيارة بما يحتويه من تحف واثار نادرة جدا ولهم طقوس اخري تاريخية جميلة تتم في النادي اليوناني بمنطقة القلعة حيث يقوم البابا ثيودوروس الثاني بنفسه بتغطيس الصليب المقدس في مياه البحر ثم يخرجه ويلقيه في البحر ويسارع الشباب القبطي الي البحر في عز البرد للغوص والبحث عن الصليب لاحضاره  كرمز لمعمودية السيد المسيح ومن يستطيع الغطس والفوز باحضار الصليب يكون محظوظا وينال البركة وجائزة خاصة من البطريرك شخصيا في احتفالات جميلة يتم خلالها اطلاق الحمام الابيض والالعاب المعبرة عن الفرحة والاحتفال بكعكة العيد وتوزيع المياه المقدسة لتبريك المنازل لمن يطلب

وقد كانت سعادتي كبيرة جدا وانا اشارك في هذه الاحتفالات مع الشعب السكندري المحترم عندما كنت محافظا للاسكندرية واكلت معهم كعكة العيد والقلقاس الجميل والمشهور في عيد الغطاس وحضرت احتفالات كل الطوائف القبطية 

ولجمال كل ذلك وغيره من الطقوس والاحتفالات التي لا يعرف عنها الكثير من المصريين وخاصة اقباك المهجر فقد تمنيت ان يتحول احتفالات عيد الغطاس في الاسكندرية الي مناسبة سياحية دينية توضع علي خريطة السياحة العالمية لتشجيع السياحة لمصر وربط اقباط المهجر بمصر وتنظيم لقائهم بالبابا في الاسكندرية وترتيب زيارتهم للاماكن المقدسة والكنائس القبطية والمتاحف التاريخية وخلق جو من البهجة والاحتفالات والمهرجانات المنظمة التي يشارك فيها كل ابناء الاسكندرية

  وقد ناقشت كل ذلك مع قداسة البابا تواضروس شخصيا ورحب بالفكرة وابدي سعادته جدا ووافق عليها ودعمها وبالفعل قمت باصدار قرار بتشكيل لجنة من المختصين ورجال السياحة وممثلين عن الكنيسة رشحهم قداسته وبدأت اللجنة اعمالها فعلا وتم عقد أكثر من اجتماع لوضع تصور مبدئي يتم مناقشته مع قداسة البابا وتركت الاسكندرية قبل ان تكتمل الفكرة وتصبح واقعا

ونتذكر في عيد الغطاس دائما ان القصب والقلقاس من مظاهر الاحتفال ويتذكر الجميع قداسة البابا شنودة وهو يقول “وان سألوك عن قلبي … فقل قاسا وقل قاسا وقلقاسا” رحم الله قداسة البابا شنودة وحفظ لنا قداسة البابا تواضروس

وكل عام وكل الاخوة الاقباط والمسلمين بخير وصحة وسعادة .. وكل عام ومصر فوق الجميع دائما

           محمد عبدالظاهر

 محافظ القليوبية والاسكندرية السابق

اترك تعليقا

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد